Thursday, June 1, 2017

هل..؟

انا اعمل هنا..وهو يعمل هناك..أقفل باب مكتبي حتى يعينني الهدوء على التركيز في أعمالي المتراكمة ولكن جزء من عقلي يبقى خارج الباب..يتجه إليه ويشدني وانا اعلم بأن عقله في اماكن اخرى كثيرة..يغضبني الأمر وأعلم بأن لا حق لدي لأغضب إنما سبب فقط..

ذلك الصديق الذي تعرف أنه لك وانك تريد صداقته لأنها تجعل حياتك أسعد..ذلك النادر في طبعه وفكره..المسرف في لطفه..القريب من الكل والبعيد المحاط بحاجز يحميه من ثقل مهمته..صوته الهادئ وحديثه المنساب يجعلني اعيد التفكير في كل ما سلمت به سابقاً واقنعت نفسي به لسنوات..

نظرته الفاحصة تلك حين يسأل ويرفع رأسه للأعلى وتضيق عيناه ويرتشف من سيجارته بعمق كأنها الهواء ويشعرك بأنه يرى داخلك وأنك مجبر على الاجابة وأنك لا تملك السيطرة حين تجلس برفقته..

عندما تكشف نفسك على حقيقتها أمام شخص..وتخبره عن آلامك وأسباب سعادتك..وتتركه يرى عيوبك بإرادتك..عندما تشعر أنك تتواصل معه على مستوى اخر يفوق كل ما عرفته من قبل..عندما تثق به وتفتح له من ذاتك باباً لم تفتحه مطلقاً في السابق..هل تبقى قادراً على عدم التعلق؟

No comments:

Post a Comment